أن تكون جزء من حلم أحدهم والحلم هنا ليس حلم منام بل يقظة
نعمة تستدعي الشكر سواء ( اختار أن يضعك في حلمه او تسللت له ) المهم انك فيه ..
وهذا ما حدث بدأت كأمنيات فخطط مؤجلة فواقع .
من صيف الرياض اقلعت طائرتنا المُرهِقة وزاد الإرهاق طفل لم يتوقف عن البكاء إلا لدقائق
و اعتقد انها كانت ليستجمع قواه اعان الله اهله إلى شتاء تنزانيا وتحديداً زنجبار التي قصدناها سياحة و تحولت لتجربة من اعظم تجارب حياتي .
وصلنا لوجهتنا بعد توقف لـ ١١ ساعة عدنا لطائرة اكثر راحة، بطاقة اكبر و بحماس متوتر
لم اختبر مثله له نكهة حلوه كذاك.
هبطنا بحمد الله و استقبلتنا الشمس ولم نتسلل في ظلام
( اكره ان تستقبلني المدن مساء )
الشعب لطيف و سعيد ظريف ( هكونا متاتا ) يرددونها طوال الوقت وتعني : لا مشكلة
الفندق الذي كان سكناً لنا في فترة استقرارنا متواضع شفع له اطلالته على البحر
ومنظر قدوم الشمس وادبارها
يومنا الأول كان غريب الغرابة التي نتذكرها بحنين لم نتوقعه يومها
وهكذا هي الذكريات تبدوا افضل من وقت حدوثها .
كانت محطتنا الأولى في الرحلة و الوجهة اليومية المتكررها
مدرسة تيسر لنا أن نقدم فيها ورش فنية بسيطة
الطقس حار و المدرسة غير مكيفة و عدد الطالبات كبير و كمعلمة فنية ( المفروض )
كانت التجربة كإعادة لأيام تطبيقي الجامعي بفروقات كبيرة كـ نوعية المتلقين المتحمسين يختلف عن طالباتي السابقات وبدائية البيئة و بساطة المواد التي استطعنا حملها معنا كانت المتعة تفوق ايام الجامعة لأني هناك كنت اقرب لطالبة مني لمعلمة فملامح الفتيات كانت دروس و طريقة حياتهم مناهج احمد الله ان سهلها لي و اصحابي .
انقسمنا على صفين دراسيين و لم اكن في شكل كهذا في اي لقاء او درس بلا مستحضرات تجميلية و بحجاب يغطي شعري وبعباة تغطي ملابسي التي غالباً احرص على ان تكون مرتبة .
بجزمة ” تكرمون ” رياضية و حقيبة ظهر تحمل فوق ما تتحمل
( خفايف ، كتاب ، اقلام ، بطاريات ، سماعة ، مناديل ، عطر صغير احب ان اربط رائحته بالأماكن الاحب ، دفتر مذكرات ، كميرا فورية .. ووو )
حتى محتويات حقيبتي لا تشبهني
لكن احب ان اخبركم انها بمحتوياتها اصبحت رفيقتي حتى هذا اليوم .
نعود للمدرسة ..
كانت مُخرجات الفتيات لطيفة خصوصاً ان المواد المهارية ليست من ضمن المقرر
عدد طالباتنا ٥٥ من المرحلة المتوسطة لأغلبهم اسماء عربية
كـ خديجة ، مريم ، خيرية ، رحيمه ، حليمه .. الخ
و في التعارف طلبنا من كل طالبة ان ترسم شيء يُمثلها او تحبه
والغريب ان الاغلب رسم بيت و عائلة و نوع من الفاكهة
و كشخص اعتاد ان يتعامل مع مراهقين تعجبت كيف يمكن للإهتمامات ان تتغير بمجرد تحول الكماليات لأساسيات .
وكالعادة رسمت ( عين ) في بطاقتي التعريفية البدائية مع حقيبتي ( عبقرينو )
اليوم الثاني :
لفت انتباهنا كمية النساء المحجبات في الجزيرة و عدد المدارس و حلقات القرآن المنتشرة بشكل يجعلنا نسأل الله أن يستعملنا و لا يستبدلنا و طول الوقت كنت استحضر آية
( و إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
و تتصدر جميع الزيارات جزيرة ( موهيرا ) تنقسم لقسمين يبعد كل قسم ربع ساعة بالمركب
عن الآخر و تبعد الجزيرة عن زنجبار تقريباً عشرون دقيقة .
المركب بسيط ولا يوجد مرفى له اضطررنا ان ندخل للبحر بأخف حمولة حتى نصل له بعد ما تخلل الماء جزء من ملابسنا و كنا مضطرين ان نذهب للرحلة بـ ( شباشب )
الماء كان يصلنا على المركب كما لو كنا نسبح به
و اعترف انها من افضل الرحلات البحرية التي جربت .
كان لدي شعور ان سمك القرش ( بيركب يتكي معنا ) لقرب المركب من الماء او بالأصح لتوسط الماء مركبنا .
القرية جنة الله في ارضه و سكانها من ابسط و اكثر الناس تفاعل و ضحك بشكل عجيب
و اعتقد أن سببها انعدام الطبقية في مابينهم فـ الكل يعتقد أن هذا الحد وهذا المدى
الله لا يحرمنا القناعة و يجعل الدنيا في ايدينا لا قلوبنا .
زيارة سريعة لجامعة الشيخ عبدالرحمن السميط الله يرحمه نسأل الله حسن الأثر وعمقه و سعة نفعه .
شعور غريب غريب غريب
لا تعليق يليق بأحساسي و هم يظهرون امتنانهم له رحمه الله بأشكال متنوعة متعديه و معديه .
بعد العودة :